عجز الذكاء الاصطناعي عن اتخاذ القرار بحدس وما هو حله

 

تابعنا ليصلك كل جديد

عجز الذكاء الاصطناعي عن إتخاذ القرار بحدس وما هو حله

لم يتقن الذكاء الاصطناعي بعد اتخاذ القرار البديهي

في البداية علينا أن نعلم ما هو الحدس : الحدس هو عملية غريزية وبديهية تجعلك تدرك الأشياء من حولك بدون وعي وهذا معناه أنه ليس له علاقة بالتعلم والتفكير وبإمكانك من خلال حدسك أن تحلل المعلومات وإيجاد حلولا لمواقف معينة حيث يتعين عليك فيها أن تكون حاسمًا وسريعًا.

ومن هنا يمكننا تعريف الحدس علي أنه القدرة على معالجة المواقف التي تصادفك في العالم الخارجي بمساعدة المعلومات الموجودة في عقلك الباطن وقد تعتمد في بعض الأحيان على التجارب السابقة ومعرفتك وفهمك للأمور الحياتية.

من هنا نفهم أن الحدس لا يقوم على المنطق والتحليلات والدراسة لندخل الأن في صلب الموضوع.

كما نعلم يعمل الذكاء الاصطناعي (AI) على تغيير عمليات صنع القرار التنظيمي بشكل أساسي عن طريق القدرة على التعلم الذاتي وتحسين جودة القرار والأن يتولى الذكاء الاصطناعي العديد من مسؤوليات القرار التي كانت في السابق مخصصة للبشر فقط. وبرغم ذلك لا تزال فعالية الذكاء الاصطناعي في بيئات اتخاذ القرار غير المنظمة وغير المؤكدة موضع تساؤل وتخلخل وهذا يأتي في مثل هذه السياقات التي ليس لها سابقة لبناء الحل  حيث دائما ما يعتمد البشر على حدسهم لاتخاذ القرارات ومع ذلك فالحدس  يشتمل على نقاط ضعف تقيد جودة القرار.

يري الكثيرون أن الفصل بين التفكير التحليلي والتفكير الحدسي متناقضان إلي حد ما وبرغم ذلك  فإن التفكير التحليلي والحدسي غير مترابطين ومن الممكن أن يحدثا في نفس الوقت. لذلك في حين أنه من الصحيح أن أحد أنماط التفكير يشعر بأنه مهيمن على الأخر خاصة في التفكير التحليلي لذافإن طبيعة العقل الباطن للتفكير الحدسي تجعل من الصعب جدا تحديد وقت حدوثه بالضبط وتشير الأبحاث أيضا إلى أن الدماغ هو نمط كبير يتعرف على النظام البيولوجي ويحدث داخله عملية مقارنه باستمرار للمعلومات الحسية الواردة والتجارب الحالية مع المعرفة المخزنة وذكريات التجارب السابقة أيضا أعلم أنه قد تاه عقلك لكن يا عزيزي القارئ الموضوع ويتطلب منا التركيز.

دائما ما كان حدسنا يتطور ويتوسع طوال كل تفاعل في حياتنا سواء كنت سعيدا أو حزينا كل ذلك  مدرج في ذاكرتنا وما يحدث عندما نكتشف الأنماط لا شعوريا  يبدأ الجسم في إطلاق المواد الكيميائية العصبية في كل من الدماغ والأمعاء وتمنحنا هذه العلامات الجسدية ذلك الشعور الفوري بأن شيئا ما نفعله على صواب أو خطأ وليست هذه العمليات التلقائية أسرع من التفكير العقلاني فحسب بل إن حدسنا مستمد من عقود من الخبرة النوعية المتنوعة (مشاهد وأصوات وتفاعلات وما إلى ذلك)  وهي ميزة بشرية لم يتمكن الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق من مطابقتها حتى الآن.

فما هو الحل

أري من منظوري أن الحل يكمن في المفهوم الذي يعمل فيه الذكاء الاصطناعي والحدس معا حيث يمكن أن يتواجد الحدس والذكاء الاصطناعي في ئام وأري أن علي الشركات القيام بإنشاء فرق تجمع بين أشخاص من مدارس فكرية متنوعة حيث يحترم أعضاء الفريق المديرون ورؤى بعضهم البعض وأري أن الفرق التي هي غرف صدى لطريقة واحدة في التفكير تؤدي إلى التفكير الجماعي المقيد وهذا يعيق الإبداع لأن تنمية الحدس لا تعتمد فقط على قدرة عقلك على اكتشاف الأنماط فهي تتطلب التعاطف وهي مهارة يمكن أن تكون ميزة تنافسية كبيرة حيث يتيح لك التعاطف مراقبة مشكلة ما ومعرفة كيفية تأثيرها على الأخرين وأيضا تحديد كيفية إصلاحها من خلال معرفة أعمق بما يدفع احتياجات الإنسان ورغباته. ومن الممكن استخدام الحدس لتطوير نظرية واختبارها كفرضية باستخدام الذكاء الاصطناعي حيث يمكن للتخمين المتعلم الذي يغذيه الحدس أن يشير في اتجاه اكتشاف يحتمل أن يكون رائعا وبمجرد أن يكون لديك نظرية عندها يمكنك اختبارها باستخدام مجموعات بيانات مختلفة وخوارزميات التعلم العميق للوصول إلى القرار الأمثل.

إقرأ أيضا

14 تعليقات

اترك تعليقا لتشجيعنا لتقديم الآفضل

أحدث أقدم

إعلان(1)

إعلان (2)